“بوتين لن يخاطر”.. هانس بليكس يقارن بين “خطأين” في العراق وأوكرانيا

رأى هانس بليكس، كبير مفتشي الأمم المتحدة عن أسلحة الدمار الشامل في العراق سابقًا، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يخاطر بالتسبب بكارثة في محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها قواته في أوكرانيا، وسط مخاوف دولية متزايدة بشأن سلامة هذه المحطة، وهي الأكبر في أوروبا.
واعتبر بليكس أن بوتين “عقلاني جدًا” و”يدرك ما يقوم به”، وذلك خلال مقابلة مع وكالة “فرانس برس” في منزله في ستوكهولم، وقارن خلالها بين “خطأين” يفصل بينهما عقدان من الزمن: حرب الولايات المتحدة على العراق، وحرب روسيا على أوكرانيا المستمرة منذ فبراير/ شباط 2022.
وتولى وزير الخارجية السويدي السابق الذي أتم 96 من العمر، منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بين عامي 1981 و1997.
وارتبط اسمه بشكل وثيق بالعراق حيث قاد فريقًا من المفتشين الذين عملوا على التحقق مما إذا كان نظام الرئيس السابق صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل.
لكن الفريق الدولي لم يعثر على أسلحة كهذه رغم المزاعم الأميركية بامتلاك صدام حسين لها، والتي كانت من الأسباب التي عرضتها الولايات المتحدة لتبرير غزوها للعراق عام 2003.
واعتبر بليكس أن ما جرى كان “خطًأ فادحًا من جانب الولايات المتحدة، مبنيًا على معلومات خاطئة وغطرسة بأن الاستخبارات الأميركية تعرف أكثر مما نعرفه”، مضيفًا أن “حرب العراق كانت انحرافًا”.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة لم تكن تواجه خطر تدخل روسيا أو الصين، وأخذت واشنطن ولندن على عاتقهما أن تكونا “شُرطيي العالم”.
لكن الدبلوماسي المخضرم يبدو أكثر تفاؤلًا بشأن مصير النزاعات في العالم، ونشر العام الماضي كتاب “وداعًا للحروب”.
ويقر بأن عنوانه “شديد الاستفزاز” بالنظر إلى الرياح الجيوسياسية التي تهبّ في العالم، خصوصًا مع الحربين في أوكرانيا وغزة.
وكما قال عن غزو الولايات المتحدة للعراق، اعتمد بليكس التوصيف نفسه (“انحراف”) في الحديث عن الهجوم الروسي لأوكرانيا.
وأضاف قائلًا: “بوتين ارتكب خطأ، وأنا واثق بأنه نادم عليه”.
وحذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 17 أغسطس/ آب من أن وضع السلامة في محطة زابوريجيا “يتدهور” بعد ضربة غير بعيدة منها بطائرة بلا طيار.
كما أن بليكس ليس قلقًا من تلميحات بوتين المتكررة منذ بدء الحرب في أوكرانيا، للسلاح النووي في مواجهة الغرب الذي يمد كييف بالدعم العسكري.
وأوضح أن بوتين “يلوّح بالأسلحة النووية ويهدّد، لكنه ليس غبيًّا… طالما بقي احتمال الضربة الثانية قائمًا، ثمة خطر تصعيد”.
وشدّد على أن “القوى الكبرى، الولايات المتحدة وروسيا والصين، لا تريد بلوغ وضع مواجهة مباشرة في ما بينها”.
ويبقي بليكس على تفاؤله لما بعد الحرب الأوكرانية، وهي نزاع لم تشهد أوروبا له مثيلًا منذ الحرب العالمية الثانية.
ويراها معادلة بسيطة، وهي أن على روسيا في نهاية المطاف “أن تعود إلى العالم وأوروبا”، على الرغم من أن ذلك “سيتطلب وقتًا”.
ليس هذا كل ما في الأمر، بل “ربما… سيكون ثمة شعور بأن علينا الآن بطريقة ما، أن نصحّح الوضع ونحسّنه”.
ويؤمن بليكس بـ”تعددية الأطراف” في السياسة الدولية، ويضيف بابتسامة سنوات الخبرة المتراكمة في الدبلوماسية “ثمة كمية من المشاكل في عالم مُعولَم لا يمكن إدارتها (في حال كنت) معزولًا” عن بقية الدول.
ويؤكد المسؤول السويدي السابق أن على المجتمع الدولي التعاون لمواجهة التحديات الكبرى، بما فيها الاحترار المناخي الذي يثير قلقه “بشكل أكبر” من مخاطر الحروب، إضافة إلى الأوبئة ومواجهة شبكات الجريمة المنظّمة.

Comments (0)
Add Comment